يبدأ تاريخ الإسلام في بلاد المطر “اليونان” إلى مرحلة تاريخية متقدمة، تعود بالتحديد إلى أوائل القرن الثالث الهجري، وبالتحديد عام 210 هـ، حين قام المسلمون بغزو عددٍ من الجزر اليونانية، وكان ذلك الفتح إيذانًا بدخول الإسلام إلى اليونان.
فترات زاهية استمر وجود الإسلام في اليونان، وفقًا لما ذكره الباحثان بكر والكتاني، طوال الفترات التاريخية اللاحقة، وخلال مدة الدولة العثمانية شهد الإسلام في اليونان أزهى فتراته، ونشأ مجتمع إسلامي في ذلك البلد حتى قد وصل عدد المسلمين فيه إلى نحو 68 % من نسبة السكان.
وقد أسماها العرب مدينة الزيتونة ومدينة الحكماء. وتهيمن أثينا على منطقة أتيكا وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، ويمتد تاريخها المسجل إلى أكثر من 3400 عام.
ويعود اسم المدينة إلى أثينا الهة الحكمة الإغريقية. تقع أثينا في جنوب اليونان على سهل أتيكا بين نهري إليسوس وكيفيسوس.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 80 عامًا على اتفاقية تبادل السكان بين اليونان وتركيا، والمعروفة تاريخيًا باسم اتفاقية «المقاصة» والتي وُقّعت بينهما في عام 1344 هجرية، 1924 ميلادية، إلا أن أعداد المسلمين في اليونان ظلت في نطاق الأقليات المسلمة التي يعوزها عديد من الحقوق، حيث مثلت اتفاقية « لوزان» بين تركيا واليونان، نقطة البداية لإضعاف الكيان المسلم في اليونان بعد أن بلغت أعداد المسلمين الذين هاجروا من اليونان إلى تركيا مليونًا و200 ألف نسمة من المسلمين.. ولم يتبق في اليونان من المسلمين.. في هذا الوقت سوى 200 ألف نسمة فقط.
وتعد صلاة التراويح هي الحدث الأهم في شهر رمضان وتنتشر أجواء شهر رمضان بشكل جلي وتسمع الأذان في المساجد. ويبلغ عدد مسلمي أثينا الذي يقيمون في العاصمة، نصف مليون نسمة، وحسب تقديرات الجالية منهم من 50 إلى 60 من أصول يونانية، بينما ينتمي الباقون إلى جنسيات مختلفة من الهند وباكستان وبنغلاديش ومصر وسوريا والعراق وفلسطين، وغيرها من البلدان الإسلامية.
وكانت أثينا العاصمة الوحيدة في أوروبا التي لا يوجد بها مسجد رسمي حتى العام الماضي 2023 ، لكن المسجد الآن يعمل وتُقام فيه الصلوات منذ افتتاحه.
وتتبادل العائلات المسلمة في اليونان الزيارات فيما بينهم، حيث يرون أن شهر رمضان فرصة للتعارف وتوطيد العلاقات فيما بينهم والتعرف على العادات والتقاليد العربية والإسلامية خلال الشهر الفضيل.
ويشارك كل اليونانيين المسلمين في طعام الإفطار، وهذا العدد يتزايد بشكل مستمر، ولم تشهد اليونان أي أعمال عنف على أساس ديني، وكذلك لم يتعرض المسلمون لأي مضايقات؛ سواء من السلطة اليونانية أو من المواطنين.
كما يقوم أبناء الجاليات إحياء شهر الصيام بقدر ما لديهم من إمكانات من خلال التجمع حول موائد إفطار جماعية، أو الإعداد للقاءات رمضانية، بمشاركة أبناء الجالية من مختلف الجنسيات.
وتعد موائد الإفطار الجماعية بين العائلات من أهم مميزات شهر رمضان في اليونان، كما تقيم السفارات والجمعيات المختلفة موائد إفطار جماعية يُشارك فيها عدد كبير من الشخصيات اليونانية.